السلام عليكممــحمــد ديــــــب:
(1920م - 2003م)
روائــــــــــــــــــي
ولد محمد ديب يوم 21/جويلية / 1920 بتلمسان في عائلة كانت غنية و لكنها فقدت كل شيء على مر الزمن و أصبحت منذ بداية القرن الماضي في عداد العائلات الفقيرة... دخل المدرسة و عمره ستة سنوات لكن سرعان ما مات أبوه سنة 1939... انتقل محمد ديب الى وجدة بالمملكة المغربية ليواصل تعليمه .. في سنة 1939 اشتغل معلما في قرية ـ زوج بغال ـ بالحدود المغربية الجزائرية و في سنة 1945 لم يجند اليها لهشاشة عوده، وفي هذا العام اشتغل رساما و مصمما للزرابي التي كان ينسجها لبعض معارفه لبيعها و العيش من ثمنها.
- سنة 1948 زار محمد ديب مدينة البليدة و قضى حوالي شهرا في سيدي مدني ـ ... تعرف على مجموعة من الأدباء الجزائريين و الفرنسيين ـ مدرسة الجزائر العاصمة ـ منهم: (ألبير كامو) و (مولود فرعون) و (جان سيناك).... و في سنة 1949 انضم الى نقابة الفلاحين الجزائريين و سافر في مهمة إلى فرنسا للدفاع عن حقوق عمال الأرض الجزائريين.
- وفي سنة 1950 عمل صحافيا في جريدة ـ الجزائر الجمهورية ـ تصدر بالفرنسية الى جانب (كاتب ياسين) صاحب رائعة [نجمة] و خلال نفس السنة نشر أيضا في صحيفة الحرية اللسان المركزي للحزب الشيوعي الجزائري.
ونظرا لكتاباته النارية الشرطة الفرنسية تتابعه وتحذره بسبب مقالاته الوطنية الأكثر من اللازم. وفي سنة 1951 كتب إلى جان سيناك - الشاعر الجزائري الذي اغتيل بأدي مجهولة سنة 1973 بالجزائر- يخبره أنه أنهى رواية في ثلاثة مائة صفحة وفي نفس هذه السنة تزوج محمد ديب (كوليت بليسانت) التي أنجب معها 4 أولاد.
- في عام 1952 صدرت أول روايته بالفرنسية، وهي البيت الكبير من دار النشر ـ السوي بباريس ـ كان نجاح الرواية سريعا ومفاجئا للناشر، وفي أقل من شهر نفدت الطبعة الأولى و صدرت الطبعة الثانية للاشارة كانت البيت الكبير أول نبؤة بمخاض الثورة التحريرية.
وفي سنة 1954 وفي نهاية أوت صدرت رواية الحريق، وهي الجزء الثاني من الثلاثية أعلن عنها ـ محمد ديب ـ .. فور صدور هذ الرواية أنهى محمد د يب ثلاثية الجزائر بأجزائها ـ البيت الكبير والحريق والنو ل ـ كانت رواية الحريق فتيلا حقيقيا سرعان ما اشتعل معلنا و شوك نهاية الاستعمار الفرنسي في الجزائر.
- .... في سنة 1954 من شهر أول نوفمبر الثوار الجزائريون يضربون بقوة... و الكفاح المسلح ينطلق تحت راية جبهة التحرير الوطني..... في سنة 1955 صدرت أول مجموعة قصصية ل: محمد ديب ـ * في المقهى * و هي مجموعة قصصية تدخل في نفس الاطار * الحريق * الثورة الآن في تأجج مستمر قصة ـ في المقهى ـ التي تعنون الكتاب و التي هي موضوع قراءتنا قد تكون أول قصة جزائرية تؤرخ للحرب السرية ضد استعمار كما أكد الروائي و الكاتب * جلالي خلاص *.....
- في سنة 1956 ـ محمد ديب ـ يغير عمله مرة أخرى، ليعمل محاسبا لدى الخواص. وفي سنة 1957 * محمد ديب * يتشر الجزء الثالث من ثلاثية الجزائر ـ النول. وفي سنة 1959 صدور روايته الرابعة صيف أفريقي. وفي هذه السنة السلطات الاستعمارية تطرد * محمد ديب * من الجزائر. أحد محافظي الشرطة يعلق عليه بقوله ـ هذا الكاتب تجاوز الحدود، إنه فلاقي: أي بمعنى إنه إرهابي ـ... محمد ديب يختار المنفى .. أوربا الدول الشرقية باريس روما و يبدأ الضياع....
- وفي ستة 1960 السفر إلى المغرب للاقامة لفترة قصيرة وفي سنة 1961 صدور أول مجموعة شعرية لـ: محمد ديب. ويعود ككل المنتصرين إلى الجزائر، وفي السنة ذاتها أصدر أول رواياته الشهيرة ـ من ذا الذي يذكر البحر ـ فكان تحولا ملموسا في مساره الأدبي، لأنه لأول مرة يكتب محمد ديب روايته شبيهة برواية علم الخيال.
و في سنة 1963 الدولة الجزائرية تمنح ـ محمد ديب ـ بالمساواة مع محمد العيد آل الخليفة الشاعر المعروف أول جائزة تقديرية للأدب، محمد يهدي المبلغ المقدر بــ 5000 دينار جزائري الى دور العجزة و الفقراء و معطوبي الحرب.
- و في سنة 1963 شبح الحرب الأهلية في الجزائر لكن بين الأخوة يكاد يقضي على الدولة الجزائرية الفتية التي خرجت من الاستعمار الاستيطاني المتوحش. محمد ديب يتألم كثيرا للاقتتال الدائر رحاه بين الأخوة و هو الذي ضاق مرارة النفي والاستنطاقات وهكذا يقرر المنفى الإرادي ويستقر بباريس تعبيرا عن غضبه من الصراعات على السلطة في الجزائر.
- وفي سنة 1966 صدور عمل إبداعي ـ الجري على الضفة الوحشية. إنها الرواية السادسة للكاتب. وفي سنة 1966 صدور مجموعته القصصية ـ الطلسم ـ و في سنة 1968 محمد ديب ينشر روايته السابعة ـ رقصة الملك. وفي سنة 1970 صدور روايته الثامنة ـ الحرب في بلاد البرابرة ـ وبعدها تصدر المجموعة الشعرية الثانية ـ كتاب الصيغ ـ ... وفي سنة 1973 محمد ديب ينشر روايته التاسعة ـ معلم الصيد.
- وفي سنة 1974 محمد ديب يدعى كأستاذ شرفي بجامعة ـ كالفورنيا.. لوس أنجلس بالولايات المتحدة الأمريكية ـ.... وفي سنة 1975 يسافر الى فلندا للمشاركة في ملتقى أدبي و في نفس هذا العام ينشر مجموعته الشعرية الثالثة ـ العشق كله ـ... و في سنة 1976 سافر محمد ديب الى أكلا هوما حيث دعي ليكون عضوا في كلية تحكيم إحدى الجوائز الأدبية العالمية ـ بالولايات المتحدة الأمريكية.
- وفي سنة 1977 صدور روايته العاشرة ـ هابيل ـ.. و في سنة 1979 صدور مجموعته الشعرية الرابعة ـ نار جميلة ـ و في سنة 1980 ينشر أول مسرحية في كتاب. وقد سبق له أن كتب المسرح و لكنه لم ينشره للقراء انها مسرحية ـ ألف صيحة لمومس.
- و في سنة 1981 دار النشر الفرنسية: السوي [seuil] بباريس تطلب من محمد ديب أن يعيد النظر في طريقة كتابته بحجة أن كتبه أصبحت غير رائجة ـ محمد ديب ـ يرفض ويطالب ـ دار النشر السوي ـ بحقوق مؤلفاته و تبدأ الأزمة.
و قد أسر محمد ديب لأحد أصدقائه بشأن هذه الأزمة ـ بقي لهم أن يطلبوا مني تغيير اسمي.. أنا أعرف ان اسم محمد أصبح يقلق الغرب ـ و هنا أفتح قوسا للتوضيح *دار النشر السوي * و تحت ضغوط بعض المثقفين و السياسيين الفرنسيين تفطنوا إلى كتابات *محمد ديب * بأنها لا تخدم مشروعهم التوسعي و معظمها يدخل في اطار التوعية لأبناء بلاده والكشف عن نوايا المستعمر، إضافة الى توظيف محمد ديب لجميل تراثنا العربي و الاسلامي في كتاباته فكما هو متعارف عليه محمد ديب كان سفيرا لحضارة شرقية بجواز سفر مزور آلآ و هو اللغة الفرتسية . و في سنة 1982 محمد ديب ينزل بالجزائر العاصمة... الشركة الوطتية للنشر و التوزيع الجزائرية تحاول شراء حقوق نشر كتبه بالفرنسية... حينها مرض السكر ينهش جسم الكاتب الهش ـ محمد ديب ـ... المفاوضات تفشل فالوزير الأول الجزائري ووزيره للثقافة يرفضان تحويل أي سنتيم ل ـ محمد ديب ـ أو حتى للمعالجة ، و يسافر ـ محمد ديب ـ الى منفاه مرة أخرى و في سنة 1984 المرض العضال يكاد يفتك بالكاتب الكبير... في حجم البير كامو و جون بول سارتر و سيمون بوفوار و غنتر غراس..... الخ .. الأصدقاء ل: محمد ديب ـ يبلغون بعض المسؤلين الجزائريين ... لا أحد يستجيب لكن السلطات الفنلندية تتدخل و تنقذه بمنحة... ـ محمد ديب من جهته يقوم بترجمة الشعر الفلندي الى الفرنسية..
وفــــــــــاته:
- في سنة 2003 ينتقل الكاتب ـ محمد ديب ـ الى الملأ الأعلى تاركا من ورائه سيلا من الأسئلة ـ العملاق رحمه الله محمد ديب ـ أوصى قبل وفاته بدفته على التراب الفرنسي وبباريس (........).