السلام عليكم
الشنفرى الشاعر الصعلوك ? -
70 ق. هـ / ? - 554 ماسمه الكامل
عمرو بن مالك الأزدي، من قحطان. شاعر جاهلي، يماني، من فحول الطبقة الثانية وكان من فتاك العرب وعدائيهم، وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم. قتلهُ بنو سلامان، وقيست قفزاته ليلة مقتلهِ فكان الواحدة منها قريباً من عشرين خطوة، وفي الأمثال
(أعدى من الشنفري). هو أحد الذين تركوا لنا تراثًا ثريا بلغة فصحى جميلة مصورا لنا الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فى تلك الفترة، وهو صعلوك جاهلي مشهور من قبيلة الأزد اليمنية، ولقب بالشنفرى لغلظة شفاهه، وتنسب له لامية العرب وهي من أهم قطع الشعر العربي، إن لم تكن من المعلقات إلا أنها توازيها في البناء والثراء اللغوي، كما تميز شعره بدقة الحس، وتناول الكتاب الشنفرى فى شخصيته وحياته ولاميّته كما حرص على أن يقرب اللاميّة من أفهام الدارسين وأذواقهم ويبرز أهم الجوانب الأدبية التى تحتوى عليها اللاميّة.
1ـ أَقِـيـمُوا بَـنِـي أُمِّــي صُــدُورَ مَـطِـيِّكُمْ فَـإنِّي إلـى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْـيَلُ2- فَـقَـدْ حُـمَّـتِ الـحَـاجَاتُ وَالـلَّـيْلُ مُـقْـمِرٌ وَشُـدَّتْ لِـطِيّاتٍ مَـطَايَا وَأرْحُـلُ3- وفـي الأَرْضِ مَـنْأَى لِـلْكَرِيمِ عَـنِ الأَذَى وَفِـيهَا لِـمَنْ خَافَ القِلَى مُتَعَزَّلُ4- لَـعَمْرُكَ مَـا بِـالأَرْضِ ضِـيقٌ عـلى امْرِىءٍ سَرَى رَاغِبَاً أَوْ رَاهِبَاً وَهْوَ يَعْقِلُ5- وَلِــي دُونَـكُـمْ أَهْـلُـون : سِـيـدٌ عَـمَـلَّسٌ وَأَرْقَــطُ زُهْـلُولٌ وَعَـرْفَاءُ جَـيْأََلُ6- هُـمُ الأَهْـلُ لا مُـسْتَودَعُ الـسِّرِّ ذَائِـعٌ لَـدَيْهِمْ وَلاَ الـجَانِي بِـمَا جَـرَّ يُخْذَلُ7- وَكُـــلٌّ أَبِـــيٌّ بَـاسِـلٌ غَـيْـرَ أنَّـنِـي إذا عَـرَضَـتْ أُولَــى الـطَـرَائِدِ أبْـسَـلُ8- وَإنْ مُـدَّتِ الأيْـدِي إلـى الـزَّادِ لَـمْ أكُـنْ بَـأَعْجَلِهِمْ إذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ9- وَمَــا ذَاكَ إلّا بَـسْـطَةٌ عَــنْ تَـفَـضُّلٍ عَـلَـيْهِمْ وَكَــانَ الأَفْـضَـلَ الـمُـتَفَضِّلُ10- وَإنّـي كَـفَانِي فَـقْدَ مَـنْ لَـيْسَ جَـازِيَاً بِـحُسْنَى ولا فـي قُـرْبِهِ مُـتَعَلَّلُ11- ثَــلاَثَـةُ أصْــحَـابٍ : فُـــؤَادٌ مُـشَـيَّـعٌ وأبْـيَـضُ إصْـلِـيتٌ وَصَـفْـرَاءُ عَـيْـطَلُ12- هَـتُوفٌ مِـنَ الـمُلْسَِ الـمُتُونِ تَـزِينُها رَصَـائِعُ قـد نِـيطَتْ إلـيها وَمِـحْمَلُ13- إذا زَلََّ عـنـهـا الـسَّـهْـمُ حَــنَّـتْ كـأنَّـهـا مُــرَزَّأةٌ عَـجْـلَى تُــرنُّ وَتُـعْـوِلُ14- وَأغْـدو خَـمِيصَ الـبَطْن لا يَـسْتَفِزُّنيِ إلـى الـزَادِ حِـرْصٌ أو فُـؤادٌ مُوَكَّلُ15- وَلَـسْـتُ بِـمِـهْيَافٍ يُـعَـشِّي سَـوَامَـه مُـجَـدَّعَةً سُـقْـبَانُها وَهْـيَ بُـهَّلُ16- ولا جُـبَّـأٍِ أكْـهَـى مُــرِبٍّ بـعِـرْسِهِ يُـطَـالِعُها فــي شَـأْنِـهِ كَـيْـفَ يَـفْـعَلُ17- وَلاَ خَـــرِقٍ هَــيْـقٍ كَـــأَنَّ فـــؤادَهُ يَــظَـلُّ بــه الـمُـكَّاءُ يَـعْـلُو وَيَـسْـفُلُ18- ولا خَـــالِــفٍ دارِيَّـــــةٍ مُــتَــغَـزِّلٍ يَـــــرُوحُ وَيــغْــدُو داهــنــاً يَـتَـكَـحَّـلُ19- وَلَــسْـتُ بِـعَـلٍّ شَــرُّهُ دُونَ خَـيْـرِهِ ألَــفَّ إذا مــا رُعْـتَـهُ اهْـتَـاجَ أعْــزَلُ20- وَلَسْتُ بِمِحْيَارِ الظَّلاَمِ إذا انْتَحَتْ هُدَى الهَوْجَلِ العِسّيفِ يَهْمَاءُ هؤجَلُ21- إذا الأمْــعَـزُ الــصَّـوّانُ لاقَـــى مَـنَـاسِمِي تَـطَـايَرَ مـنـه قَــادِحٌ وَمُـفَـلَّلُ22- أُديــمُ مِـطَالَ الـجُوعِ حـتّى أُمِـيتَهُ وأضْـرِبُ عَـنْهُ الـذِّكْرَ صَـفْحاً فـأُذْهَلُ23- وَأَسْـتَـفُّ تُــرْبَ الأرْضِ كَـيْـلا يُـرَى لَـهُ عَـلَيَّ مِـنَ الـطَّوْلِ امْـرُؤٌ مُـتَطَوِّلُ24- ولــولا اجْـتِـنَابُ الــذَأْمِ لــم يُـلْـفَ مَـشْرَبٌ يُـعَاشُ بـه إلاّ لَـدَيَّ وَمَـأْكَلُ25- وَلــكِـنّ نَـفْـسَـاً مُـــرَّةً لا تُـقِـيمُ بــي عـلـى الــذامِ إلاَّ رَيْـثَـما أَتَـحَـوَّلُ26- وَأَطْـوِي عـلى الـخَمْصِ الـحَوَايا كَـما انْـطَوَتْ خُـيُوطَةُ مارِيٍّ تُغَارُ وتُفْتَلُ27- وأَغْــدُو عـلـى الـقُـوتِ الـزَهِـيدِ كـمـا غَـدَا أَزَلُّ تَـهَادَاهُ الـتنَائِفَ أطْـحَلُ28- غَــدَا طَـاوِيـاً يُـعَـارِضُ الـرِّيـحَ هَـافِـياً يَـخُوتُ بـأَذْنَابِ الـشِّعَابِ ويُـعْسِلُ29- فَـلَـمـا لَـــوَاهُ الــقُـوتُ مِــنْ حَـيْـثُ أَمَّــهُ دَعَــا فَـأجَـابَتْهُ نَـظَـائِرُ نُـحَّـلُ30- مُـهَـلَّـلَـةٌ شِــيـبُ الــوُجُـوهِ كـأنَّـهـا قِـــدَاحٌ بــأيـدي يــاسِـرٍ تَـتَـقَـلْقَلُ31- أوِ الـخَـشْرَمُ الـمَبْعُوثُ حَـثْحَثَ دَبْـرَهُ مَـحَابِيضُ أرْدَاهُـنَّ سَـامٍ مُـعَسِّلُ32- مُـهَـرَّتَـةٌ فُـــوهٌ كَـــأَنَّ شُـدُوقَـهـا شُـقُـوقُ الـعِـصِيِّ كَـالِـحَاتٌ وَبُـسَّـلُ33- فَــضَـجَّ وَضَــجَّـتْ بـالـبَـرَاحِ كـأنَّـهـا وإيّـــاهُ نُـــوحٌ فَـــوْقَ عَـلْـيَـاءَ ثُـكَّـلُ34- وأغْـضَى وأغْـضَتْ وَاتَّـسَى واتَّـسَتْ بـه مَـرَامِيلُ عَـزَّاها وعَـزَّتْهُ مُـرْمِلُ35- شَكَا وَشَكَتْ ثُمَّ ارْعَوَى بَعْدُ وَارْعَوَتْ وَلَلْصَبْرُ إنْ لَمْ يَنْفَعِ الشَّكْوُ أجْمَلُ36- وَفَـــاءَ وَفَـــاءَتْ بَـــادِراتٍ وَكُـلُّـهـا عــلـى نَــكَـظٍ مِـمَّـا يُـكَـاتِمُ مُـجْـمِلُ37- وَتَـشْـرَبُ أسْـآرِي الـقَطَا الـكُدْرُ بَـعْدَما سَـرَتْ قَـرَبَاً أحْـنَاؤها تَـتَصَلْصَلُ38- هَـمَـمْتُ وَهَـمَّـتْ وَابْـتَـدَرْنَا وأسْـدَلَـتْ وشَـمَّـرَ مِـنِّـي فَــارِطٌ مُـتَمَهِّلُ39- فَـوَلَّـيْتُ عَـنْـها وَهْــيَ تَـكْـبُو لِـعُـقْرِهِ يُـبَـاشِرُهُ مـنـها ذُقُــونٌ وَحَـوْصَلُ40- كـــأنَّ وَغَــاهـا حَـجْـرَتَيْهِ وَحَـوْلَـهُ أضَـامِـيمُ مِــنْ سَـفْـرِ الـقَـبَائِلِ نُــزَّلُ41- تَـوَافَـيْنَ مِــنْ شَـتَّـى إِلَـيْـهِ فَـضَـمَّهَا كـمـا ضَـمَّ أذْوَادَ الأصَـارِيمِ مَـنْهَلُ42- فَـغَبَّ غِـشَاشَاً ثُـمَّ مَـرَّتْ كـأنّها مَـعَ الـصُّبْحِ رَكْـبٌ مِـنْ أُحَـاظَةَ مُـجْفِلُ43- وآلَــفُ وَجْــهَ الأرْضِ عِـنْـدَ افْـتَـراشِها بـأَهْـدَأَ تُـنْـبِيهِ سَـنَـاسِنُ قُـحَّـلُ44- وَأعْــدِلُ مَـنْـحُوضاً كــأنَّ فُـصُـوصَهُ كـعَـابٌ دَحَـاهَـا لاعِــبٌ فَـهْيَ مُـثَّلُ45- فـإنْ تَبْتَئِسْ بالشَّنْفَرَى أمُّ قَسْطَلٍ لَمَا اغْتَبَطَتْ بالشَّنْفَرَى قَبْلُ أطْوَلُ46- طَـــرِيــدُ جِــنَـايَـاتٍ تَــيَـاسَـرْنَ لَــحْـمَـهُ عَـقِـيـرَتُـهُ لأِيِّــهــا حُــــمَّ أَوَّلُ47- تَــنَـامُ إذا مَـــا نَـــامَ يَـقْـظَى عُـيُـونُها حِـثَـاثَاً إلــى مَـكْـرُوهِهِ تَـتَـغَلْغَلُ48- وإلْــفُ هُـمُـومٍ مــا تَــزَالُ تَـعُـودُهُ عِـيَـاداً كَـحُـمَّى الـرِّبْعِ أو هِـيَ أثْـقَلُ49- إذا وَرَدَتْ أصْـدَرْتُـها ثــمّ إنّـهـا تَـثُـوبُ فَـتَـأتي مِــنْ تُـحَـيْتُ ومِــنْ عَــلُ50- فـإمّـا تَـرَيْـنِي كـابْـنَةِ الـرَّمْـلِ ضَـاحِـيَاً عـلـى رِقَّــةٍ أحْـفَـى ولا أَتَـنَـعَّلُ51- فـإنّي لَـمَولَى الـصَّبْرِ أجتابُ بَزَّهُ على مِثْلِ قَلْبِ السِّمْعِ والحَزْمَ أفْعَلُ52- وأُعْـــدِمُ أَحْـيَـانـاً وأَغْــنَـى وإنَّـمـا يَـنَـالُ الـغِـنَى ذو الـبُـعْدَةِ الـمُـتَبَذِّلُ53- فـــلا جَـــزِعٌ مِـــنْ خَــلَّـةٍ مُـتَـكَشِّفٌ ولا مَــرِحٌ تَـحْـتَ الـغِـنَى أتَـخَـيَّلُ54- ولا تَـزْدَهِي الأجْـهالُ حِـلْمِي ولا أُرَى سَـؤُولاًَ بـأعْقَاب الأقَـاويلِ أُنْـمِلُ55- وَلَـيْـلَةِ نَـحْـسٍ يَـصْـطَلي الـقَـوْسَ رَبُّـهـا وَأقْـطُـعَهُ الـلَّاتـي بِـهَـا يَـتَنَبَّلُ56- دَعَـسْتُ عـلى غَـطْشٍ وَبَـغْشٍ وَصُـحْبَتي سُـعَارٌ وإرْزِيـزٌ وَوَجْـرٌ وَأفَـكَلُ57- فـأيَّـمْتُ نِـسْـوَانَاً وأيْـتَـمْتُ إلْــدَةً وَعُــدْتُ كـمـا أبْــدَأْتُ والـلَّـيْلُ ألْـيَـلُ58- وأصْـبَـحَ عَـنّـي بـالـغُمَيْصَاءِ جَـالـساً فَـرِيـقَانِ: مَـسْـؤُولٌ وَآخَــرُ يَـسْألُ59- فَـقَـالُوا: لَـقَـدْ هَـرَّتْ بِـلَيْلٍ كِـلَابُنَا فَـقُلْنَا: أذِئْـبٌ عَـسَّ أمْ عَـسَّ فُـرْعُلُ60- فَــلَـمْ يَــكُ إلاَّ نَـبْـأةٌ ثُــمَّ هَـوَّمَـتْ فَـقُـلْنَا: قَـطَـاةٌ رِيــعَ أمْ رِيــعَ أجْــدَلُ61- فَـإِنْ يَـكُ مِـنْ جِـنٍّ لأبْـرَحُ طـارِقاً وإنْ يَـكُ إنْـسَاً مـا كَـها الإنـسُ تَـفْعَلُ62- وَيــومٍ مِــنَ الـشِّـعْرَى يَــذُوبُ لُـعَـابُهُ أفـاعِـيهِ فــي رَمْـضـائِهِ تَـتَمَلْمَلُ63- نَـصَـبْتُ لــه وَجْـهـي ولا كِــنَّ دُونَــهُ ولا سِـتْـرَ إلاَّ الأتْـحَمِيُّ الـمُرَعْبَل64- وَضَــافٍ إذا طَــارَتْ لــه الـرِّيـحُ طَـيَّـرَتْ لـبـائِدَ عــن أعْـطَافِهِ مـا تُـرَجَّلُ65- بَـعِيدٌ بِـمَسِّ الـدُّهْنِ والـفَلْيِ عَـهْدُهُ له عَبَسٌ عافٍ مِنَ الغِسْل مُحْوِلُ66- وَخَــرْقٍ كـظَـهْرِ الـتُّـرْسِ قَـفْرٍ قَـطَعْتُهُ بِـعَامِلَتَيْنِ ، ظَـهْرُهُ لَـيْسَ يُـعْمَلُ67- فـألْـحَـقْتُ أُوْلاَهُ بــأُخْـرَاهُ مُـوفِـيَـاً عَــلَـى قُـنَّـةٍ أُقْـعِـي مِــرَارَاً وَأمْـثُـلُ68- تَــرُودُ الأرَاوِي الـصُّـحْمُ حَـوْلـي كـأنّها عَـذَارَى عَـلَيْهِنَّ الـمُلاَءُ الـمُذَيَّلُ69- ويَـرْكُدْنَ بـالآصَالِ حَـوْلِي كـأنّني مِنَ العُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَلُ