بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي لقد تفشى مؤخرا مرض خطير يصيب الحيوانات خاصة الابقار ووالغنم
يعد مرض الحمى القلاعية هو أحد الأمراض الفيروسية التي تصيب الحيوانات مشقوقة الأظلاف مثل الأبقار والأغنام والغزلان والجاموس ، وإذا كانت أكثر الحيوانات عرضة للإصابة هي الأبقار والخنازير ، أما الجمال فلا تصاب بالمرض وقد بدء ظهور المرض فى إيطاليا عام 1514م. ثم ظهر في أماكن عديدة في العالم وانتشر في جميع القارات في القرن التاسع عشر ، وقد اكتشف المرض العالمان الألمان لوفر وفروش عام 1897م حيث توصلا إلى أن المسبب هو كائن راشح يمر من خلال المصافي الوتيقة التي لا تسمح بمرور البكتيريا والكائنات الدقيقة الأخرى، ونتيجة لذلك أطلق عليه الفيروس بمعنى السم وقد وصفوه بأنه معدي وحي لذا فهذا الفيروس يعد أول فيروس أكتشف في التاريخ لمرض مشترك بين الحيوان والإنسان. كما توصل العلماء إلى تصنيف هذا الفيروس ضمن عائلة البيكورنا (Picorndrinidae) وجنس الـ (Apthorisus) ويحتوى الفيروس على حمض RNA شريط واحد مغطى بغطاء بروتيني يتكون من 32 وحدة تسمى الكابسيد (Capsid) أو الكبسولة لها شكل هندسي دقيق ذو عشرين وجهاً مثلثاً ومتساوى الأضلاع وإثنا عشر رأساً، كما يبلغ طول قره 20-32 نانوميتر (يساوى واحد من الميكروميتر). ويتحلل الفيروس إذا تغير الوسط الذى يحفظ فيه إلى الجانب الحمضى أو نتيجة لتأثير الحرارة على الحامض النووى((6 .
Anthrax Facts and Pictures
الحيوانات الأكثر عرضة للإصابة هى الأبقار و الخنازيروهذا الفيروس لا يشكل خطراً على الإنسان، مع العلم أن بعض المراجع ذكرت أعراضاً مشابهة فى الإنسان وهى حالات خفيفة جداً تظهر فى الأيدي وأما مرض الفم واليد في الإنسان فيسببه فيروس آخر لا يصيب الحيوان (6) .
Foot and Mouth Disease Virus replication diagram
توضح هذه الصورة انقسام الفيروس فى السيتوبلازم للخلية ويتكون عدد كبير من جزيئات فيروس جديدة وتتحطم الخلية وينطلق جزيئات فيروس جديد لتسبب العدوى لخلايا أخرى .
أنواع الفيروس :يوجد سبعة أنواع من الفيروس:
1- النوع "O" فى فرنسا.
2- النوع "A" فى ألمانيا.3- النوع "آسيا" فى جنوب شرق آسيا.4- الأصناف sat-1، sat-2، sat-3 فى جنوب إفريقيا، وتنحصر هذه الأنواع فى أفريقيا فقط
5- النوع "C" موجود فى أماكن مختلفة من العالم .
والخطر فى هذا الفيروس هو إمكانية تغيير التركيب الوراثى له من حين لآخر
حيث تظهر فصائل خطيرة جديدة فى الحيوانات تتسبب فى خسائر فادحة فى الإنتاج الحيوانى (3 ، 4) .
انتشار المرض :ينتشر المرض فى كل القارات ما عدا نيوزيلندا ولكن مع مرور الزمن تخلصت بعض المناطق منه مثل اليابان واستراليا واسكتلندا وأمريكا الشمالية والوسطى، أما باقى العالم فإما أن تكون موبوءة أو يظهر بها المرض بين الحين والحين (5) .
الأعراض :تتراوح فترة حضانة المرض بين 2-7 أيام كما ترتفع درجة حرارة الحيوان ويتكاثر الفيروس بسرعة كبيرة فى الدم (Viraemia) وبعد ذلك تظهر حويصلات مليئة بسائل شفاف داخل الفم وبخاصة الغشاء الطلائى للسان وفى شق الأظلاف وعلى حلمات الضرع، ثم يزداد إفراز اللعاب وسيولته وعندما تنفجر الحويصلات تترك منطقة قابلة للعدوى بالبكتيريا حيث تلتهب وتتعفن وهذه الأنسجة الملتهبة فى الفم تمنع الحيوان من الأكل وعند وجودها فى القدم تمنعه من الحركة كما يقل إنتاج اللبن (6) .
كما أن المرض يكون فى قمته فى الحيوانات التى تعتمد على الرعى فى حياتها فهى تفقد القدرة على الحركة كما تفقد القدرة على الأكل فيقل وزنها، وفى الصغار تزيد نسبة الوفاة عن 50% أما فى الكبار فالمرض غير قاتل ونسبة الوفاة تصل إلى 5%، ومن الآثار السيئة لهذا المرضى على الحيوان المصاب الإجهاض ، العقم وضعف فى المواليد ونقص إنتاج اللبن لفترة كبيرة تصل إلى ستة أشهر أو أكثر (5) .
Ruptured vesicle on nose
Ruptured vesicle on foot
أبقار مصابة بالحمى القلاعية ويلاحظ تقرحات منطقة الأنف وتقرحات ما بين الأظلاف
طرق انتقال العدوى :يعتبر هذا المرض من أكثر الأمراض عدوى حيث ينتقل من الحيوان المصاب إلى السليم عن طريق مباشر أو غير مباشر نتيجة الملامسة لمواد ملوثة بالفيروس مثل: اللعاب، اللبن، البراز ، البول . كما ينتشر عن طريق الطيور والسيارات والآدميين علاوة عن انتقاله بواسطة الحيوانات الأليفة والبرية والتي تحمل الفيروس لمدة طويلة بعد شفائها، كما ينتقل عن طريق الرياح تحت الظروف الجوية الملائمة (1) .يمكن إرجاع سهولة انتشار فيروس الحمى القلاعية إلى ثلاثة عوامله مهمة هي مقاومة الفيروس القوية لكل اللقاحات وقابليته للتطاير بالإضافة إلى ازدياد عدد مزارع التربية وارتفاع الكثافة فيها ، وسهولة حركة الحيوانات من مكان إلى آخر� وهذا كله يجعل مرض الحمى القلاعية ينتشر بشكل أسرع ويصيب حيوانات أكبر !! يقول الاختصاصي البيطري برنار فالا : (يستطيع الفيروس العيش بضعة أيام في الهواء الخارجي، ثم ينتقل من حيوان إلى آخر بالاحتكاك المباشر، أو عن طريق الهواء ، أو أرجل الحيوانات الملوثة التي تضعها في الطين ، وأيضاً عن طريق الأحذية وتوجد عوامل بيئية واجتماعية واقتصادية أخرى تساعد على سرعة انتقال العدوى وعلى رأسها انتشار تربية الحيوانات على نطاق واسع وبشكل مكثف ، بعد أن كانت مقصورة على بعض المزارع المعزولة ومن ثم فإن تكدس هذه الحيوانات في مصانع اللحوم يسهل عملية انتقال الفيروس ، إضافة إلى سائر الفيروسات المعدية كما يلعب تبادل الحيوانات، وهو أسلوب متبع في تربيتها دوراً حيوياً في العدوى، فلم تعد الحيوانات تقضي عمرها بالكامل في مزرعة واحدة بل تنتقل من وحدة متخصصة في التكاثر إلى وحدة أخرى متخصصة في التسمين.. إلخ .. وهكذا يجد الفيروس نفسه محمولاً من ضحية إلى أخرى مجاناً وبسهولة كبيرة (1) .
ينتقل الفيروس المسبب للمرض بإحدى الطرق الآتية : 1- الاتصال المباشر أو غير المباشر بالحيوان المصاب .
2- انتشار الرذاذ من الحيوانات المصابة والشخص المتصل بالحيوان اتصال مباشر بحملة عدداً كبيراً من الفيروس فى جهازه التنفسى لمدة 42 ساعة ويعتبر مصدراً للعدوى للحيوانات المشتبه فى إصابتها .
3- تغذية الحيوان على المخلفات الملوثة مثل اللحم واللبن والدم والعظام والجبن .
4- الاتصال المباشر بالأدوات الملوثة مثل الأيدي و الملابس .
5- التلوث الناشئ من بعض الإفرازات البيولوجية .
6- التلقيح الصناعى .